تحليل تشبيهات يوم القيامة الحقيقية في الخطاب القرآني على ضوء مفهوم التواصل الإظهاري الاستدلالي
تناولت هذه الدراسة مدخلات العمليّة الإدراكيّة ومخرجاتها في مقولات التشبيه الحقيقيّ (أو المجازيّ)، من منظور مفهوم التواصل الإظهاريّ الاستدلاليّ في نظرية الصلة؛ لكي تتبيّن خصائص المنبّهات الإظهاريّة في التشبيهات الحقيقيّة القرآنيّة، وتأثيراتها السياقيّة بتكوين المخاطَبِ افتراضاتٍ ذهنيّةً تمكّنه من التصوّر والتخيّل والاستدلال. وجاءت الدراسة في قسمين: قدّم القسم الأول الإطار النظريّ، وشمل خصائص التشبيه الحقيقيّ الإدراكيّة، ومفهومَ التواصل الإظهاريّ الاستدلاليّ في نظرية الصلة. أما القسم الثاني فقدّم تحليلا لخمس آيات كريمة، تصوّر أحوالَ الناس والجبال، والسماء، في مشهدين من مشاهد "يوم القيامة": مشهد القارعة، ومشهد انشقاق السماء. وتقوم الدراسة على المنهج الوصفيّ في تحليل ظاهرة التشبيهات على المستوى البراغماتيّ، وتمثل مادتّها المستقاة من القرآن الكريم أرفعَ نماذج العربية الفصحى وأعلاها منزلة، وتعتمد الدراسة على مفهوم التواصل الإظهاريّ الاستدلاليّ، وهو أحد المفاهيم المركزيّة في نظرية الصلة، وتستفيد من معطيات اللسانيات المعرفيّة، وأنظار المشتغلين في نظرية الصلة. وخلصت الدراسة، في أهمها نتائجها، إلى أنّ التشبيه الحقيقيّ متميّزٌ إدراكيّا في بنيته اللغويّة والإخباريّة والاستدلاليّة، وقد أتاح استثمارُه في الخطاب القرآني تمثيلَ تصوّرات إدراكيّة حسيّة لموجودات ومعاني مجرّدة وغيبيّة، ومكّن المخاطَبَ من الاستدلال على مقاصد الخالق ـ عزّ وجلّ ـ في الإبلاغ عن هول يوم القيامة، ترغيبا للمؤمنين، وترهيبا للكافرين.
سنة النشـــر
2020