الإطار العام

للجامعات والمؤسسات الأكاديمية دور مهم وفعال في  إدارة برامج الدراسات والبحوث النظرية والتطبيقية وتنفيذها، بهدف تطوير أساليب التعليم و البحث العلمي وخدمة المجتمعات المحلية والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي للمجتمعات الإنسانية والمعالم المادية، خصوصا تلك المواقع  التي تقع ضمن النطاق الجغرافي لتلك الجامعات، وانسجاما مع توجهات جامعة آل البيت وتطلعاتها  لخدمة التعليم والبحث العلمي، وحرصا منها على أن تكون جامعة  تجمع ما بين العلم وأساليب البحث وخدمة المجتمعات  من خلال الوسائل العلمية المنظمة للكشف عن الإمكانيات البيئية والتاريخية والثقافية المادية واللامادية للمناطق الحضارية والأثرية  وتوظيفها في استراتيجيات مشاريع السياحة المستدامة بهدف إحداث تنمية ثقافية واجتماعية واقتصادية على المستوى الوطني  والإقليمي وصولا إلى العالمي، فمنذ وقت مبكر من تأسيس الجامعة طرحت برامج الدراسات الميدانية في مجال البيئة والآثار والتراث والثقافة، ومن خلال هذه الرؤية جاءت فكرة المؤتمر الدولي ليكشف آثار محافظة المفرق وتراثها وبيئتها، وتوظيفها كلها في برامج السياحة المستدامة، تحت عنوان:

 

المفرق التراث الثقافي ومحيطها البيئي (مقصد سياحي عالمي )

 

ومن هنا تأتي خصوصية هذا المؤتمر الدولي  الذي يهتم بالموارد البيئية والثقافية والمصادر الأثرية والتراثية  التي تزخر بها منطقة المفرق ومحيطها من ريف وبادية، والتي تشكل معا محافظة المفرق، التي تعتبر ثاني أكبر محافظات المملكة الأردنية الهاشمية من حيث المساحة، والتي تحتوي على موروث تاريخي  وثقافي عريق قد تشكل عبر العصور التاريخية ابتداء من حضارات العصور الحجرية القديمة  إلى العصور الكلاسيكية اليونانية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وحتى  العصر الحديث، وقد اشتمل هذا الإرث على الموارد البيئية والطبيعة والجيولوجية من كهوف وأنفاق بركانية، وعلى الموارد الحيوية من مصادر للمياه وأنظمة الحصاد المائي في المواقع الأثرية في الحرة البازلتية، واشتمل أيضا على المواقع التاريخية مثل القصور والقلاع، وكذلك الخط الحديدي الحجازي ومحطاته، والعديد من المواقع الأثرية و التراثية مثل موقع أم الجمال، وموقع الفدين/المفرق، وقصر برقع في البادية، وموقع جاوا الأسطوري على وادي راجل في الحرة الأردنية، والمواقع الأثرية في دير الكهف وأم القطين وصبحا والدفيانة وركيس والعاقب والباعج وأم السرب وجابر وسما السرحان والخناصري، وفي القرى والبلدات التاريخية، مثل المعالم الأثرية والكنائس البيزنطية في بلدة رحاب والمدور وحيان المشرف وبلعما وخربة السمراء وغيرها من المواقع الأثرية..، بالإضافة إلى إمكانيات الكشف عن أنماط جديدة غير تقليدية من السياحة المستدامة، مثل  سياحة البادية والصحراء،وسياحة التأمل، والسياحة الجيولوجية وسياحة الكهوف، وسياحة المغامرات والتخييم، ومراقبة الفلك  والسياحة الثقافية والدينية، ونظرا للتنوع الاجتماعي والثقافي المادي واللامادي فالإمكانات متاحة  لابتكار المسارات السياحية، وتنظيم أنواع من السياحة الثقافية والاجتماعية والعمرانية والفنون الشعبية بمشاركة الفعاليات المجتمعية،  الأمر الذي يعود بالأثر الإيجابي والتنموي على المجتمع المحلي، ويعزز من اقتصاديات السياحة.

 

ويأتي الكشف عن الإرث والمخزون الثقافي لمحافظة المفرق ليساعد على تحقيق  برامج تنموية يمكن أن تقدم فرص عملية منتجة للمجتمع المحلي و تمكنهم من المشاركة في المشاريع التنموية،لذا يسعى المؤتمر للكشف عن هذه الإمكانيات في ضوء ما تتميز به المنطقة من احتوائها على ثروة غنية من الموارد الأثرية والتراثية والثقافية المتنوعة، وكذلك لوجود جامعة آل البيت ومرافقها ومن خلال مشاركاتها العلمية والإدارية والفنية ببرامج  تنمية السياحة المستدامة، لجعل المفرق ومحيطها مناطق جذب سياحي على المستوى المحلي والعالمي.