ضمن فعاليات الموسم الثقافي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة آل البيت نظمت وحدة الدراسات العُمانية ندوة ثقافية بعنوان "الإقتراض اللغوي من اللغتين الفارسية والتركية في الدارجتين الأردنية والعُمانية" بحضور مدير الوحدة الأستاذ الدكتور عبد الكريم جرادات وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.

تحدثت فيها أستاذة الأدب المقارن بين اللغتين الفارسية والتركية كبرى جبارلي عن دخول العديد من الكلمات التركية على اللهجات العربية ومنها الأردنية نتيجة الوجود التركي الذي استمر لأكثر من 400 عام مثل البصمة والطابو والقوشان والألقاب العسكرية مثل أفندي وباشا، والنظام الضريبي مثل جمرك واستمارة، والأدوات المختلفة مثل كريك وخاشوقة، والأطعمة مثل بقلاوة وغيرها العديد.

فيما تناول الدكتور وليد الحاج من كلية الآداب "تفسيرات لغوية للألفاظ الفارسية في الدارجة العُمانية" وتتبع معناها واستخدامها في لغة الأصل، مع التدليل على ذلك بالأمثلة من الألفاظ الفارسية الدخيلة على الدارجة العُمانية عن طريق العربية الفصحى والكلمات الدخيلة عن طريق الاختلاط والهجرات والتجارة والملاحة، وإرجاعها إلى أصلها الفارسي وشرح معناها في لغتها الأصلية.

بدورهِ أكدَ مدير وحدة الدراسات العُمانية الأستاذ الدكتور عبد الكريم جرادات أن الاقتراض اللغوي ظاهرة طبيعية متعارف عليها في كل لغات العالم، فلا وجود للغة خالصة تخلو من الدخيل. واللغة العربية من اللغات العالمية الحية التي أثرت بلغات الشعوب الإسلامية وتأثرت بها، ولا سيما تأثرها باللغة الفارسية، حيث استمرت الكلمات الفارسية في النفوذ إلى العربية ولهجاتها خاصة في العراق والخليج بسبب اختلاط الفرس بالعرب هناك، أما لهجات المغرب العربي ومصر وبلاد الشام فقد دخلت إليها الكلمات الفارسية في ثنايا اللغة التركية العثمانية المتأثرة بالفارسية. مضيفاً أن هناك كلمات فارسية كثيرة مستخدمة في اللهجة الأردنية حيث عرضَ لنماذج من الكلمات الفارسية في الدارجة الأردنية.

وترأس الندوة الدكتور نارت قاخون من كلية الآداب الذي أشار إلى أن للإقتراض اللغوي جذور عميقة في العديد من الحضارات حيث نتج عن تفاعل الشعوب والحضارات فيما بينها منذ القدم بسبب الجوار الجغرافي أو التجارة أو الاستعمار، حيث يُعتبر الاقتراض مظهر من مظاهر إغناء اللغة وتفاعلها مع غيرها من اللغات.

وفي نهاية الندوة دار حوار موسع حول الإقتراض اللغوي ودوافعه وآثاره على اللغة العربية.​